الاثنين، 11 مايو 2015

فاتحة


باسم الله الملك الحق المبين:
عظمة الخالق
سُبْحانَ رَبيَّ أَبْدَعَ الْأكْوَانـــَــــــا           لَمْ يَتَّـــخِذْ وَلَداً وَلَاْ أَعْوَانـــــَـــا
فَطَرَ الْخَلَائِقَ لَا تَــــرَى في خَلْقِهِ          عَبَثَاً يَعِيْبُ وَلَا تَـــرَى نُقصَانـَــــا
آثَارُ حِـــــكْمَتِهِ بَدَتْ مِنْ صُنعِهِ            بَهَرَ الْعُقُولَ وحَــــــيَّرَ الْأَذْهَانــــا
كُرسِيُّهُ وَسِعَ السَّـــــمَواتِ العُلَى          وَالْأَرْضَ فِيْهَا اسْتَخْلَفَ الْإِنْســـَانَا
رُفِعَتْ بِلَا عَمَدٍ نَرَاهَا فَوْقَـــــنَا          فِيْهَا الْكَوَاكِبُ زَيَّنَتْ دُنْيَانـــــــَــا
بِيَمِينِهِ بَسَطَ الثـَّـرى فَتـــمَدَّدَتْ            وَأَعَدَّهَا لِذَوي الْحِجَا أَوْطَانــــــَـــا
فِيْهَا النُّجُومُ السَّاهِرَاتُ بِلَيْـــلِنَا         تَرْعَى السُّهَارَ وَتَصْحَبُ الْأَظْـــعَانَـا
وَأَنَارَهَا بِالشَّمْسِ مَعْ قَمَرِ الدُّجَىْ       بِهِمَا غَدَوْنَا نَعْرِفُ الْأَزْمَانـــــــَــا
والرِّيحَ سَخَّرَهَا لِحَمْلِ سَحـَـائِبٍ         فَسَقَى بــِهَا الْمَرْعَىْ كَمَا أَسْقَانــَـــا
حَمَلَتْ لَنَا أَحْشَاؤُهَا عيْنَ الْحَـَيا        ةِ لِكُلِّ حَيٍّ قَدْ غَدَتْ شِرْيَانـــــــَـــا
أَجْرَى بِهَا الْأَنْهَارَ عَذْباً مـَـاؤُهَا        أَحْيَ الْبِلَادَ بِهِ كَمَا أَحْيَانــــــــَـــا
نِعَمٌ تَكَاثرَ جَمْعُهَا فَتَــــــفَوَّقَتْ           بـِـعَدِيْدِهَا الْإِحْصَاءَ والْإِمْكَـــــــانَا
مَعْدُوْمَةً كَانَتْ فَأَخْــــرَجَهَا إِلى        نُورِ الْوُجُودِ بِأَمرِهِ مِنْ (كــــــــانَا)
آياتُهُ شَهِدَتْ بأن هو وَاحِــــــــدٌ            سَبَقَ الزَّمَانَ وقَدَّرَ الْأَوْزَانـــــــَــا
 بعثة الرسُل
بَعَثَ النَّبِيِّيْنَ الْكِرَامَ بـِوَحْــــــيـِهِ                  حَمَلُوْا رِسَالَاتِ الْهــُدَى تِبْيَانَا
بـِرِسَالَةِ الْمُخْتَارِ قَدْ خُتِمَتْ، بِـِهَا                 زَكَّى النُّفوسَ وعَلــــــَمَّ القُرآنَا
فِيْهَــا أَوَامِرُ رَبِّهِ لِلـــــــنَّاسِ أنْ                   يَتَعَارَفُوا وَيُــوَحِّدُوا الرَّحمـَانَا
وبـِشَارةٌ لِعِبادهِ إنْ أَحْسَــــــنُوا               رَبِحُوا عَلَى إِحْــسَانِهِمْ إِحـْسَانَا
جَنَّاتِ عَدْنٍ لَا يَزُولُ نَـعِيْمُـــهَا                    يَلْقَوْنَ فِيهَا الْحُـــوْرَ والْوِلْـدانَا
وَنَهَى الْأَنَامَ عَنِ الـهَوَى وَتَوَعَّدَ-               الْعَاصِيْنَ نَاراً تَصْـــهَرُ الْأَبْدَانَا
دعوة التوحيد
وَقَضَى بـِأَلاَّ يَعْبُدُوا مِنْ دُوْنـــِهِ               أَحَدَاً وَأَلاَّ يَتْبَــــعُوْا الشَّــيْطَانا
فَهُوَ الْعَدُوُّ لَهُمْ يُــــريْدُ ضَلاَلَهُمْ                قَدْ زَيَّنَ الْفَحْشَاءَ وَالْعِـــــصْيَانا
فَتَحَبَّبُوا لِلَّهِ يُحْبـِــــــــبْكُمْ وَلَا                تَدْعُوا سِواهُ فَتَحْصُدُوا الْخُذْلانَا
لا تَسْأَلُوا الْأَمْوَاتَ دَفْعَ بــــــَلِيَّةٍ              فَاللهُ يـَــــــــدْفَعُ وَحْدَهُ بَلْــوَانا
لا تَطْلُبُوا مِنْهُم شِفَاءَ مَـــريضِكُمْ               هُوَ رَبُّنَا يَشــْـــفي لَنَا مَرْضَانا
لَمْ يَمْلِكُوا قَبْلَ الْمَـــــنِيَّةِ رِزْقَهُمْ               فَغَدَوْا بـِهَا أَوْلَى الْوَرَى فُقْدَانَا
لا تَرْفَعُوا الشَّكْوَى إلَيْهِمْ وَارْفَعُوْ-             هَا لِلَّذي هُوَ سَامِعٌ نَجــــــْوانَا
لا تَكْشــِفُ الْأمْوَاتُ أَحْزَاناً لَكُمْ                وَاللهُ يَكـــْشِفُ وحده الْأَحْـزانَا
لا تَقْدِرُ الْمَوْتـَـى عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ                يَرْجُوْنَ رَحْمَةَ رَبِّــهِمْ رَجْوَانَا
كانُوا إذا ما مَسَّـــــهُم ضَرَرٌ أَلَمَّ                 بِهِمْ دَعَوْا لِزَوَالِهِ الــــرَّحمَانَا
فَادْعُوا بِمِثـْلِ دُعَائِهِمْ لَمْ يُشْرِكُوا                 بـِدُعَائِهِ بَشَرَاً ولا أَوْثـَـــــانَا
وَاسْتَغْفِرُوهُ لِذَنْبـِــكُمْ يَغْفِرْ لَكُمْ                 وَتَجَنَّبُوا الطَّاغُوتَ وَالطــُّغْيانا
نعمة الإسلام ونداء الوحدة
وَتَذَكَّرُوْا نَعْمَاءَهُ ، صِرْتُمْ بِــهَا             بَعْدَ الْعَدَاوَةِ بَيْنَـكُمْ إخْوَانَا
نَزَلَتْ عَلَى قَلْبِ النَّبـِيِّ المُصْطَفَى           أَعْطَتْ لَهُ منْ رَبِّهِ الـبُرْهَانَا
هِيَ نِعْمَةُ الْإسلامِ بـَـــاقِيَةٌ إلى            يَومِ القِــيَامَةِ تَجْمَعُ الْأَدْيَانَا
وَلِتُفْلِحُوا اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ لا          تَتَفَرَّقُوا فَتُهَدِّمُوا الْبُنــــيَانَا
جزاء التوحيد والأركان
وَلَقدْ دَعَا لِتِجَارَةٍ تُجَّـــــــارُهَا             نَالوُا عَليْـــهَا الْعَـــفْوَ والْغُفْرانَا
فَتَسَابَقُوا لِلصَّــــالِحَاتِ وَلِلتُّقَى           وتَـزَوَّدُوا التَّــــــوْحِيدَ والْأَرْكَانَا
وَاسْتَثـْمِرُوا فِيْــهَا بَقَايَا عُمْرِكُمْ          إنَّ الْمَنَايَا تَغْــــــــدُرُ الْأَقْـــرَانَا
وَغَدَاً تَرَوْنَ فَسَوفَ يَرْبَحُ بَيْعُكُمْ           فَالْمُشْتَري لَا يَبْخَسُ الْأَثـْـــمَانَا

وَاسْتَبْشِرُوا فَاللهُ يَصْـــدُقُ وَعْدَهُ       يُعْطِي الْمَزِيْدَ وَيَمْنَحُ الْرِّضْـــوَانَا

1 - سلامة القلب غايتنا الأولى:



لسلامة القلب عظيم الأثر في سعادة المرء في الدنيا والآخرة؛ فلا يكاد العبد ينتفع بشيء في دنياه وأخراه أعظم من انتفاعه بسلامة قلبه:
 سلامته من الشرك والنفاق والرياء والكبر والعجب وسائر الأمراض التي تعتريه، ولا أعني: أمراض البدن التي منها أمراض القلوب، وإنما أعني: تلكم الأمراض التي تعتري القلب مما يتعلق بدينه؛ فهي أعظم الأمراض فتكًا على الإطلاق وأشدها تدميرًا وأسوأها أثرًا؛ بل وليست هناك مقارنة على الإطلاق بين مرضٍ بدني يعتري القلب ويحتاج إلى بعض الأدوية والمُسكِّنات، وبين مرض يجرح دينه ويُذهب تقواه. 
فالأخير يجلب على العبد نكدًا وهمًا وغمًّا وعذابًا في الدنيا والآخرة، أما الأول فقد يُثاب عليه العبد المؤمن إذا صبر واحتسب، كسائر الأمراض التي يُثاب عليها المؤمن إذا صبر واحتسب، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاه)) رواه البخاري ومسلم .
ولكن من قصور نظر الخلق وقلة أفهامهم وضيق مداركهم؛ لا يُولون الأهم والأخطر ـ وهو المرض المتعلق بالدين ـ أدنى أهمية، وفي المقابل إذا شعر أحدهم بأي مرض عضوي يعتري قلبه من قلة نبضات أو سرعتها، أو أي نوع من تلكم الأمراض؛ فإنه يبادر وبسرعة بالذهاب إلى الأطباء، ويسأل عن أعلم أهل الطب ، ويبحث عن أكثرهم مهارة وأحذقهم تطبيبًا، ولم يدَّخِر وسعًا في الذهاب إليه، ولو كلَّفه ذلك الغالي والنفيس من دنياه
وخفي على هؤلاء أن هذه الحياة الدنيا إنما هي سنوات قليلات وأيام معدودات، وبعد ذلك فهناك الدار الآخرة التي هي : الحيوان لو كانوا يعلمون، تلكم الدار التي يحتاج القرار فيها إلى سلامة القلب من الشرك والنفاق والعجب والرياء، وسائر الأمراض التي نحن بصدد الحديث عنها؛ لخطورتها وسوء أثرها. 
قال خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم:{وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَىاللهَ بِقَلْبٍ سَلِيم} [سورة الشعراء، الآيات: 87 ـ 89].
قلبٌ سليمٌ من الشك والشرك والشقاق والنفاق، سليم من الغل للذين آمنوا... سليم من الرياء، سليم من الأحقاد...سليم لم يُصب بالقسوة ولم يختم عليه بالأختام ... سليم لم يتلوث بآثار الجرائم والذنوب والمعاصي ... ولم يتدنس بالبدع والخرافات والأوهام وظن السوء. 
سليم يحمل كل هذه المعاني
هذا هو القلب الذي ينفع صاحبه يوم القيامة، كما انتفع الخليل إبراهيم عليه السلام:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم: 37].إبراهيم الذي ابتلاه الله بكلمات فأتمهن فجعله الله للناس إمامًا:{إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الصافات: 84].
بصلاح هذا القلب يصلح سائر الجسد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ القلب)) رواه البخاري ومسلم.
هذا القلب المنيب الذي يورث صاحبه الجنان وتقرَّب له وتُدنى، قال الله تبارك وتعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُون لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيب *ٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [سورة ق، الآيات: 31- 35].
هذا القلب المليء بالخير سبب في الفتح في الدنيا، وسبب في الخير في الدنيا أيضًا، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلِ لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَم اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخذ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}[الأنفال: 70]. فانظر إلى الآية الكريمة، كفارٌ أُسروا ووقعوا في الأسر في أيدي المسلمين فمنهم من يقول: إني كنت مسلمًا وكان في قلبي خير؛ فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلِ لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَم اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخذ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}[الأنفال: 70]. 
فالله يؤتي الخير بناءً على الخير الذي في القلوب ، وهو سبحانه يغفر الذنوب؛ للخير الذي في القلوب: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ}
وها هم أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كيف نزلت عليهم السكينة، وبما نزلت بعد توفيق الله سبحانه لهم؟!! قال الله سبحانه: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18]. 
فانظر إلى قوله تعالى: {فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا} [سورة الفتح، الآيات: 18، 19]. 
فلما علم الله ما في قلوب أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم؛ أنزل السكينة عليهم، وأثابهم فتحًا قريبًا، ومغانم كثيرة يأخذونها... كل هذا لما علمه الله من الخير الذي في القلوب. 
وانظر كذلك إلى فائدة تعلق القلب بالمساجد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ ... وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ)) رواه البخاري ومسلم.
فالخيرات والبركات، والنصر والفتوحات كل ذلك يتنزل من عند الله سبحانه على قدرما في القلوب من خير. 
وكذلك رفع الدرجات، وعلو المنازل ووراثة الجنان كل ذلك من عظيم أسبابه: ما في القلوب من خير. 
والله سبحانه وتعالى ينظر إلى القلوب والأعمال، ويُجازي عليها ويثيب ويعاقب،ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: ((إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)).
وفي رواية لمسلم من حديث أبي هريرة أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَحَاسَدُوا وَلا تَنَاجَشُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابَرُوا وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا))"وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ" رواه مسلم.
فما أسعد أصحاب القلوب السليمة! هنيئًا لهم هؤلاء الذين وحَّدوا ولم يشركوا به شيئًا، ولم يراءوا ولم ينافقوا... هنيئًا لهم هؤلاء القوم الذين باتوا وليس في قلوبهم غلٌّ للذين آمنوا... هنيئًا لهم هؤلاء الذين أحبوا للمؤمنين ما أحبوه لأنفسهم ... هنيئًا لهم هؤلاء الذين حافظوا على قلوبهم ولم يلوثوها بذنوب ترسب عليهاالسواد والنكت والران والختم ... هنيئًا لهم هؤلاء الذين اطمأنت قلوبهم بذكر الله. 
طوبى لهؤلاء وحسن مآب ... يكاد أحدهم يطير في الهواء من سعادته وخفة قلبه، وهو يحب للمؤمنين الخير وقلبه نظيف من الذنوب والمعاصي، وقلبه سعيدٌ لحلول الخير على العباد... هنيئًا لهم هؤلاء الرحماء أرقاء القلوب لذوي القربى والمسلمين.
تطبيقات :
وكذلك العقوبات والمؤاخذات كمٌّ كبيرٌ منها ينبني على ما في القلوب: 
قال الله تعالى: {ولَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَت قُلُوبُكُمْ} [البقرة: 225].
وها هم أصحاب الجَنَّةِ، أصحاب البستان الذين ابتلاهم الله عَزَّ وَجَلَّ عوقبوا عقوبة عاجلة في الدنيا؛ لما أضمرته قلوبهم من شر وبخل كما حكى الله سبحانه فقال: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَالْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحينَ * وَلا يَسْتَثْنُون *َفَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبّكَ وَهُمْ نَائِمُون *َ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيم} [سورة القلم، الآيات: 17ـ 20].
وها هي طائفة من أصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنهم وعفا عنهم ـ لما خرج بعضهم يريد الدنيا يوم أُحد كانت إرادته سببًا في هزيمة إخوانه، عفا الله عن الجميع، قال الله سبحانه: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ في الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّنْ بَعْدِ مَا أَرَاَكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُمْ مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدَ عَفَا عَنكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[سورة آل عمران: 152].
فيا سبحان الله! كيف كانت إرادة الدنيا عند فريقٍ سببًا في هزيمته وهزيمة من معه؟!
وها هو رجل ـ الغالب عليه النفاق ـ لم ير المؤمنون منه نفاق، لكن الله يعلمه ويعلم ما في قلبه، ذلك الرجل كان يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان جريئًا، كان شُجاعًا، كان مغوارًا ، كان لا يدع للمشركين شاذة ولا فاذة إلا تبعها، يقتل من المشركين الجم الغفير، ويجرح فيهم ويطعن! 
ولكن الله يعلمه ويعلم ما في قلبه؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ((أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)).
فكاد المسلمون أن يرتابوا؟ كيف هو من أهل النار، وهو أشجعنا؟! سبحان الله هو من أهل النار؟! ولِم هو من أهل النار؟ الله يعلم ذلك، هو سبحانه الحكيم الخبير هو العليم بما في الصدور، هو العليم بما في قلب هذا الرجل. ها هي قصته، وها هو شأنه: 
أخرج البخاري ومسلم من حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالَ مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلانٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)) فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ أَنَا صَاحِبُهُ قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: ((وَمَا ذَاكَ؟)) قَالَ الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)).
فعياذًا بالله، ما أشقى هؤلاء أصحاب القلوب الخبيثة! ما أشقى هؤلاء الذين حملوا بين جثمانهم قلوب الشياطين !ما أتعس هؤلاء الذين أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا! ما أتعس هؤلاء الذين نافقوا وخدعوا المؤمنين والمؤمنات! 
ما أشد عذاب هؤلاء الذين امتلأت قلوبهم بحب شيوع الفاحشة في الذين آمنوا؛فادُّخر لهم العذاب الأليم في الآخرة فضلاً عما عُجِّل لهم منه في الدنيا! 
فإلى هؤلاء الذين اشتعلت قلوبهم بنار الغِلِّ وامتلأت بنار الحسد والكبرياء،هلموا يا هؤلاء إلى إخماد هذه النيران وإطفائها، من قبل أن تستعر في أجوافكم فتُمزق القلوب وتحرق الأجساد. 
إلى هؤلاء الذين منعهم الحقد على العباد من النوم، وجعلهم يتقلبون على الفُرُشِ طيلةَ ليلهم، هلموا إلى ما يجلب لكم النوم ويحقق لكم الراحة. 
إلى مَنْ حسدوا الناس على ما آتاهم الله من فضله، وأرادوا أن يتحكموا في أرزاق الله، وفي أقدار الله، وفي تدبير الله ففشلوا في ذلك ولم يستطيعوا منع رزق الله عن أحدٍ، ولا جلب ضرٍّ لأحد، فباتوا وقلوبهم مضطربة، وقلوبهم قلقلة، وقلوبهم ملوثة،وقلوبهم مدنسة ألا فأقبلوا يا هؤلاء على ما يُسكِّن القلوب ويُهدئ الفؤاد. 
إلى مَنْ أشركوا بالله ما لم يُنزل به سلطانًا فأُلقي في قلوبهم الرُّعب. 
إلى مَنْ نافقوا وخادعوا وأقبلوا على الرياء والسُّمعة، وعملوا للناس ولميعلموا لله؛ فحبطت أعمالهم وذهب ثوابها.
ألا فليعلم جميع هؤلاء: أن الله يعلم ما في قلوبهم فليحذروه. 
ألا فليعلم هؤلاء: أن الله عليم بذات الصدور فليصلحوها. 
ألا فليعلم هؤلاء: أن هناك نار تطلع على الأفئدة، كما قال تعالى: {ومَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ} [سورة الهمزة، الآيات: 5 ـ 7].
إنها نار يطلع لهيبها إلى الفؤاد فيحرقه ... إنها نار ترى النيات الخبيثة، والعقائد الخبيثة، والأمراض الخبيثة في القلوب فتحرق تلك القلوب؛ عياذًا بالله. 
فنداء، واستصراخ قبل أن تُحرق هذه القلوب. 
فجديرٌ بالعبد أن يتجه إلى إصلاح قلبه، وتنظيفه وحشوه بالخير، وملئه بالإيمان وغرس التقوى فيه. 
جدير بالعبد أن يكثر من ذكر الله، وأن يسأل ربَّه سبحانه وتعالى لقلبه الشفاء والثبات على الإيمان حتى الممات ... حريٌّ بالعبد أن يبحث عن سبب مرض قلبه، وأن يسأل عن علاجه. 
ها هي جملة أمراض تعتري القلوب، وها هو علاجها، والشفاء في كل حال من عند الله سبحانه وتعالى، لا شفاء إلا شفاؤه. 
فإلى أمراض القلوب، ها هو المرض، وهذا علاجه، هذا هو الداء، وهذا دواؤه. 
دواءٌ لا يكاد يخطئ، بل لا يخطئ أبدًا ما دام دواءً من عند الله، ما دام دواءً من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم... فعليك بالدواء ولا تفرط فيه ولا تُقَصِّرْ في تناوله ولا تتغافل عنه. 
هذا الداء، وهذا الدواء... هذا المرض، وفي هذا الشفاء..

2- وردنا اليومي :


حتى يحافظ الذاكر لله تعالى من خلال ملتقانا على علو همته ، وعلى مستوى عال من توحيده،وعلى نبضات محبته لله تعالى ، لنا ورد فردي يومي تربوي لكل ذاكر، و أربع أوراد جمعاتية لكل شهر .
ولهذا نوصي الذاكر لله تعالى بالأذكار السنية العامة  أولا ..
ويكفي لهذا بعد أذكار ما بعد الصلوات الخمس( كتاب : الدعاء المستجاب)كبداية .
وهذه أذكار تعبدية عامة لكل المسلمين ..
أما لمن أراد الزيادة في خشوعه واستشعار محبته لله تعالى وسلوك أحوال ومقامات الأنبياء عليهم كل الصلوات وكل السلام قبل أولياء الله قدس الله أسرارهم.  فنوصي بعد هذا بجلسة فردية خاشعة  إمتثالا لقوله تعالى في الحديث القدسي :
(أنا جليس من ذكرني وحيثما إلتمسني عبدي وجدني):
فيتوضأ الذاكر ويتجه للقبلة مستنا بسنة ذكر رسول الله تعالى صلوات الله عليه في خلواته ،مستشعرا حضوره بحضرة الله تعالى عند كل ذكره، ومتخشعا جهد الطاقة..
 ثم يزيد على ما إختار من الأذكار السنية اليومية التي ينبغي فيها الكثرة..:
  فالله تعالى لم يأمرنا بالكثرة في أي أمر غير الشكر والعلم والذكر : 
( لئن شكرتم لأزيدنكم ) ( وقل ربي زدني علما) ( واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون). صدق الله العظيم.
فيتخشع الوارد أولا بما إختار من أذكار سنية والتي على رأسها :
الحمد والهيللة والتسبيح والتكبير والحوقلة والإستغفار ثم الصلاة على النبي ...
ثم يستشعر حبه الروحي لا القلبي والعلمي فقط لله تعالى ، ثم يقول لتعميقه:
( واذكر إسم ربك ) 3مرات: 
(الله الله الله الله) 100مرة على الأقل .
حتى يستشعر مدى عمق حب الله تعالى في قلبه ثم روحه إن تولاه الله تعالى وأكرم.
ثم يقول خاشعا : (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)3مرات،
 فيختار ما شاء من الأسماء ،وأعدادها محسوبة كونيا وحرفيا:
يا ألله 66 مرة  يا رب    202 يا رحمان 299   يا رحيم 258 
يا ملك 90    يا قدوس 170   يا سلام131    يا مومن 136
يا مهيمن  185  يا عزيز 94  يا جبار 208  يا متكبر 662
يا خالق 731 يا بارئ 204 يا مصور 363  يا غفار 1361
يا قهار 113   يا وهاب 19   يا رزاق  315   يا فتاح 897
يا عليم 150  يا قابض 903  يا باسط 70  يا خافض 1481
يا رافع 351    يا معز 124    يا مذل 800   يا سميع 180
يا بصير 302    يا حكم 68   يا عدل 104   يا لطيف 129
يا خبير 812  يا حليم 88  يا عظيم  1020 يا غفور 1286
يا شكور 526  يا علي 110   يا كبير 232   يا حفيظ 998
يا مقيت 450   يا حسيب 80    يا جليل 73   يا كريم 270
يا رقيب 312    يا مجيب 55   يا واسع 137   يا حكيم 78
يا ودود 20    يا مجيد 57    يا باعث 573   يا شهيد 319
يا حق 208    يا وكيل 66    يا قوي 126    يا متين 500
يا ولي 56    يا حميد 62   يا محصي 148    يا مبدئ 47
يا معيد 124  يا محيي 68  يا مميت 490       يا حي 28
يا قيوم 166    يا واجد 14    يا ماجد 48      يا واحد 19
يا أحد 13   يا صمد 134   يا قادر 305    يا مقتدر 744
يا مؤخر 1441 يا أول 43  يا آخر 802  يا ظاهر 1106
يا باطن 62   يا والي 47  يا متعالي 551      يا بر 401
يا تواب 415 يا منتقم 630  يا عفو  162 يا رؤوف 287
يا مالك الملك 212يا مقدم188 يا ذا الجلال والإكرام 1095 
يا مقسط 209 يا جامع 115 يا غني 1070 يا مغني 1100
يا مانع 161  يا ضار 1211    يا نافع 211   يا نور 256
يا هادي 20   يا بديع 86    يا باقي 113    يا وارث 707
يا رشيد 514 يا صبور 198 مرة.

قال الرسول صلوات الله عليه بأن في كل يوم جمعة ساعة إستجابة  دقق العلماء بأنها بين العصر والمغرب ، لذا إستحببنا أن يكون وردنا لكل جمعة بعد العصر ككل الزوايا السنية الحية.. 

3- موجز أذكارنا السنية:


ندعوا أولا لما صح شرعا من أذكار وأدعية في تربيتنا القلبية والروحية هاته، متبرئين من كل ما شاب بعض الزوايا من شعوذات وعقائد شركية وضلالات وأدعية قبورية بدعوى التوسل الذي له آدابه ..
ولهذا لا نحبذ لإخوتنا المومنين أذكارا ولا أورادا خاصة قبل ما تيسر من أدعية وأذكار سنية شريفة ، والتي لا تكون فقط في خلوة المومن مع الله تعالى ..
 بل نرى تنوع أذكار الرسول صلوات الله عليه بين:
أذكار مرتبطة بالأوقات والأزمنة
وأذكار مرتبطة بالصلوات
وأذكار مرتبطة بالأمكنة
ثم أوراد لجل حركات وسكنات المسلمين.
فالرسول صلوات الله عليه كان يذكر الله على كل حال، وفي خلواته كما في جولاته:
وبهذا وجب أن يذكر المومن الله تعالى  ويدعوه في جلوته وخلوته على السواء:
وكمدخل للتربية بالأذكار والأدعية السنية الشريفة،نهديكم أولا هاته الأذكار اليسيرة كمدخل لكل الأذكار السنية ثم العرفانية التربوية: فنحن نسعى للتربية القلبية والتزكية النفسية والتطهر الروحي بالدعاء وكثرة الذكر لعلنا نلمس سكينة وطمأنينة الموقنين : ( ألا بذكر الله تظمئن القلوب)
+
عند النوم : تضع يمينك تحت رأسك مضطجعا على جنبك الأيمن  وتقول :( باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
(اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) ثلاث مرات
سبحان الله 33 مرة الحمد لله 33 الله أكبر 33 ثم تختم ب:
(لا إله إلا الله وحده لا شرك  له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وإليه المصير وهو على كل شيء قدير).
ثم تجتهد في كل أذكار وأدعية النوم النبوية ما استطعت أو تذكر بما تشاء .حتى تنام.

+
عند الإستيقاظ : الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره,,

+
عند الدخول للخلاء : تدخل برجلك اليسرى مستعيذا بقولك: أعوذ بالله  من الخبث والخبائث.
+
وتخرج برجلك اليمنى داعيا: غفرانك

+
عند الوضوء: اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي.

+
عند الأذان: تردد كل مقالات المؤذن إلا عند الحيلهلات فتقول:( ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

+
بعد الأذان : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسول)ا.
(اللهم  رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد)
ثم تدعو لنفسك ولكل المومنين ( فالدعاء مستجاب بين الأذان والإقامة وبعد الصلوات المكتوبة).
ثم تصلي الصلاة الإبراهيمية.

+
في طريقك للمسجد: (اللهم إجعل في سمعي نورا وفي بصري نورا وفي قلبي نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن أمامي نورا ومن خلفي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا وأعظم لي نورا ) وأنت تتجه للمسجد بهدوء ودون تسرع ولو فاتتك تكبيرة الإحرام.

+
عند الدخول للمسجد :تدخل برجلك اليمنى وتدعو:( باسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك)

+ وعند الخروج من المسجد : تخرج بالرجل اليسرى وتقول: (باسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك).

+
بعد تكبيرة الإحرام : (سبحانك اللهم وبحمدك تبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك).
أو (  اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم إغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)

+
عند الركوع :(سبحان ربي العظيم وبحمده) ..أو( سبوح قدوس رب الملائكة والروح) .. أو (سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت) :من ثلاث لعشرة مرات.

+
عند الرفع من الركوع : (سمع الله لمن حمده اللهم ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملأ ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما من شيء أردته بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ولا ينفع ذا الجد منك الجد).

+
عند السجود : (سبحان ربي الأعلى وبحمده) أو (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) أو (سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت)  :من ثلاث لعشر مرات.

+
في جلستك بين السجدتين : (اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني واسترني وعافني واعف عني).

+
قبل سلامك من التشهد الأخير : (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنه المسيح الدجال ومن المأثم والمغرم ومن الهم والغم والحزن ومن البخل والعجز والكسل ومن غلبة الدين وقهر الرجال ومن أرذل العمر...اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت).

+ بعد السلام :
(الله أكبر) .
( أستغفر الله )ثلاثا :
( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلابالله  لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون).
(ا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)
( اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)
آية الكرسي والإخلاص ثم المعوذتين.
سبحان الله 33    الحمد لله 33     الله أكبر 33مرة
ثم تختم المائة ب L لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).
(اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) ثلاثا
(اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك) ثلاثا
(أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا الله هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا ).
ثم تجتهد في الدعاء بما شئت فالدعاء مستجاب بعد الفرائض.
وتختم ب:( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين)

وتقوم مسبقا رجلك اليمنى خاتما ب :

( رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا).

+
وعند دخولك للمنزل : تدخل برجلك اليمنى داعيا :( اللهم إنا نسألك خير المولج وخير المخرج باسم الله ولجنا وباسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا)

+ وعند الخروج: تخرج برجلك اليمنى تدعو:( باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي)

+
عند الركوب :( الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون).

وبعدها تملأ أوقاتك ما استطعت بالذكر :
وأحسن ما قال النبيون كما قال الرسول صلوات الله عليه هي الباقيات الصالحات :
(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم)
ثم الإستغفار :( فكل سيندم غدا يوم القيامة حين يقرأ كتابه إلا من وجده مملوءا بالإستغفار كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام).
ثم أكثر ما استطعت من الصلاة على النبي صلوات ربنا الكاملة المكمولة عليه مع أزكى سلام.
ثم تدعوا الله بما استطعت من أسمائه الحسنى فهي مدح وثناء  له ودعاء لك.
وابدأ مثلا بحديث الرسول صلوات الله عليه : (ألظوا بذي الجلال والإكرام).
وقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قال عن رسول الله صلوات ربنا عليه:
 
من قال في اليوم مائة مرة :
(لا إله إلا الله الملك الحق المبين) .
كانت له:
وجاء من الفقر ومن وحشة القبر واسترزق به واستطرقت به أبواب الجنة.

ثم لا تتكاسل عن حفظ سيد الإستغفار :
(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
وكذلك هذا الدعاء الذي كان يحفظه الصحابة رضوان الله عليهم كالقرآن:
(اللهم إني عبدك إبن عبدك إبن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اللهم إني أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي).
فإذا ما حفظت هذه الأذكار والأدعية واستأنست للمزيد :
فادع بما تشاء وبتلقائية بقلبك وخصوصا حين الخشوع... أما إن إستأنست للمزيد فعليك بأذكار كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رضي الله عليه. والذي نوصي به كموجز عملي جد ممتاز للحديث النبوي الشريف : فاجعله كتاب عمل.